السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسلوب جديد اتمنى أن ينال على أعجابكم
هناك بالقرب من ذلك النهر المتجمد
كوخ سكنه الحب والحنان والدفئ
رغم برود الشتاء وقسوة ثلوجه
كان يقنط ذلك الكوخ عائلة صغيره
يحتويها الأب والأم والطفله ذات الربيع الأول
الأب جندي في فيلق الجيش
يدفع نفسه في ضخم الحرب
ليجني ثمن بضع خبزات ليقتات بها
هو وعائلته الصغيره
كانت أصوات الطائرات تعلوا حينا
وتصمت أخر
وصوت القنابل وسلاسل الظلم المدمر
أرتمت الفتاه بين أحضان امها
وكأنها تطلب منها الحنان
الدفئ
القوه
العزم
الثقه بأن هذه الحرب الضروس سوف تنهتي
كان الأب شاحب اللون نزلت خصلات من شعره
القاتم على جبينه المتعرق رغم برودة الجو
تقدمت تلك الزوجه الحنون منه
متى سوف تنهتي لعنة الحرب؟!؟
أجابها وعيناه على تلك الملاك الصغيره
التي لا ذنب لها في أن توجد
في عالم لا يعرف إلا صوت السلاح
وأنين المدافع القاتل
لا تنتهي هذه الحرب إلا بعد أن تقتلع
الأخضر واليابس
لن تهدء إلي أن تقضي على أخر رمق لسعاده
دار ناظريه إلى تلك المدفئه
التي تلتهب الخشب لكي تغمر البيت بدفئ
ادخل يداه في شعره وأسند رأسه على ذلك المقعد
لعل النوم يقترب من عينيه
لعل الراحه تجد طريقها إليه حتى ولو لوهله
صمت لم يدم طويلاا حتى بدا الكلب في النباح
وكأن ذئاب عربة التزلج قد أقتربت منه
تحركت تلك الطفله الصغيره وتعلقت عيونها
العسليه الحائره بالباب وكأنها تنتظر أحد يخرج لها
طرق الباب بقوه وهرع الأب إلى الباب لكي ينظر من هناك
ولكن زوجته سبقته إلى ذلك الباب الخشبي
فإذا به رجل ذو جثه كبيره يرتدي قبعه من الفرو
سألها بصوته الخشن أين هو زوجكِ
أرتعدت منه ومن صلابة ملامحه
هرع زوجها إلى الباب نظر إليه ومن ثم أغلق الباب
ماذا تفعل انت هنا
أجابه صديقه في مجندين الحرب
يجب عليك أن تهرب فإن العدو يبحث عنك
صعق من كلماته
من أخبرهم من قال لهم أين مسكني
من أفشى لهم عن مكان أقامتي
صرخ صديقه ف وجهه لا يوجد لنا متسع من الوقت
ونظر إلي أبنت صاحبه
عليك بالرحيل قبل أن تصل يد العدو إلى تلك الطفله البريئه
نظر إلى طفلته ودمعته حائره في جفنه
أخذها وضمها إلى صدره وكأنه يعلم بأنه سوف يفارقها
رمت جسدها الصغير بين أحضان أباها وكأنها تعلم حق العلم
بأن أمراً جلل سوف يحدث
تجمدت زوجته وضاع الكلام من قاموسها
تجمدت أطرافها
ولكن الدمع لم يتجمد من مقلتيها
نظر إليها زوجها
ولكنها سرعان ما هرعت إلى الأعلي لكي
ترتب له أغراضه
ولكن سيل الدمع أحجب الرؤيا ولم تستطع أن تبصر شي
وفجأه
سمعت صوت أنغلاق باب
أحست بأن قلبها سوف يخرج منها
هرعت مسرعه إلى الأسفل
لعل أفكارها ليست صحيحه
ولكنها لم تجد إلا طفلتها الصغيره
وهيه ممسكه بكتاب أباها وتقلب في صفحاته
خرجت إلى الخارج ووجدت أثار جديده قد رسمت على الجليد
لماذا رحل من غير أن يضمني إلي حضنه؟!؟
لماذا رحل قبل يودعني لماذا؟!؟
وبعدها أنتبهت على ورقه قد وضعها لها عند عتبت الباب
حبيبتي
قد أرحل عنكِ الأن
وقد يفرقنا الدهر
ويحكم علينا بالأعدام وموت قلوبنا
ولكن أعلمي حق العلم
بأن لو لم أجتمع معكِ هنا
في هذه الدنيا
دنيا الحرب والظلم
فأننا سوف نجتمع
في مكان يسكنه الحب
الوفاء
النقاء
فلن أقول لكي وداعاً
ضمت الورقه بكل قوتها إلى حضنها وكأنها
تحضن طيفه هو
طيف من رحل
طيف من غادر
طيف من تركها وحيده
بين غابت الذئاب
وصوت القنابل
لم يمر إلا أيام قليله
حتى أصبحت تلك المدرعات
تحيط بمنزلها
تبحث عن ذلك المقاتل
تبحث عنه في كل أرجاء المكان
وكان جوابها
لا أعلم
مرت حياتها وكأنها تتجرع السم
وكأنها تموت في اليوم ألف
تنتظره دائما لعل رياح الغد تجذبه إليها
لعل قطرات الثلج تخبرها عنه
فجأه
تتقدم نحوا منزلها سياره حربيه
وخرج منها أحد عناصر الفيلق
تقدم نحوها وملامح وجهه بارده كبرود الثلج
صمت لوهله ومن ثم زفر وكأنه أسد غاضب
هل هذا بيت المجند فلاان
أجابته والخوف يحيط بها نعم
أن عناصري الأوفياء قد وجدو جثت
زوجكِ الخائن على أطراف الحدود
وقد ثخنته الجراح ورمي جسده بالرصاص إلى أخر رمق
تجمدت
صمت الزمن من حولها
مات الحبيب
مات العشيق
مات من كان الهنا
مات من كان الأمان
تذكرت كلماته
تذكرت آخر همساته
وتذكرت
وتذكرت
وشعرت بأنه بالقرب منها
يضمها
يحضنها
يحميها من برد الشتاء
ومن قصف الطائرات
مر من الوقت شهر كامل
وما زال القصف يغمر المكان
وما زال الحزن والألم يغزوا المكان
لتصبح تلك المنطقه
دائرة موت
ويظل الكوخ
يحيط به شبح الموت
فقدت ماتت الأم والطفله جوع
ألم
حزن
وحده
فقد رحل الأمان
رحل الحنان
رحل من كان بالأمس ملاذهن
ومقر سعادتهن بين ضجيج الحرب
وجنود الحزن
ولكن
أين هو
فقد رحل
وترك خلفه
جسدين يلوذان بالألم إلى أن زارهن الموت
في وسط حياة لا تعرف إلا الظلم